top of page

لقائي في مجلة رواد الاعمال 2015


المدربة والباحثة نسرين الشامي:

رايط الموقع:

http://www.rowadalaamal.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%91%D9%85-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%82%D9%83-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A3%D8%AD

التميز أن تقدّم جديداً لم يسبقك إليه أحد

نسرين الشامي مستشارة ومدربة محترفة في لياقة الأداء الوظيفي، وتطوير الذات، وهي معتمدة من المركز العالمي الكندي للاستشارات والتدريب، وباحثة في بناء الشخصية الاحترافية في المجال الوظيفي وتنمية الموارد البشرية. في هذا الحوار معها حاولنا أن نحصل على بعض المفاتيح التي تعين الشباب من الجنسين المتطلع إلى الريادة على

تحقيق ذاته، وفهم الطريق الذي يقود إلى النجاح والتميز.

* كيف كان طريقك إلى امتهان مهنة التدريب؟

– طريقي إلى امتهان مهنة التدريب له قصة خاصة بي، وتتمثّل في أنني كنت أسأل قبل عشر سنوات: لماذا لا تتعامل الموظفات مع العملاء بطريقة احترافية؟ ولماذا لا نحاول إيجاد حلّ لهذه المشكلة؟. بدأت أبحث عن حل، وفتّشت في الكتب، ووجدت حلولاً كثيرة للمشكلة، وفكرت في التدريب، فأخذت أبحث عن معنى التدريب، وبدأت أعلّم نفسي كيفية تحضير مادة تدريبية، وكيفية تقديمها، ووجدت أنني -ولله الحمد- أمتلك الجرأة في الحديث، وبدأت أبحث عن الأخطاء التي يقع فيها المتدربون. وكان من أكبر همومي موضوع السعودة في المملكة، ولماذا يرفض كثيرون منا توظيف السعوديين، فوجدت أن من ضمن الأسباب عدم الاحترافية، وعدم الفصل بين شخصية الإنسان في البيت وشخصيته في العمل. وبدأت الشركات الكبيرة تطلبني للتدريب، حتى اكتسبت -بحمد الله- سمعة طيبة على مستوى المملكة والخليج.

* هل كان للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أثر في ذلك؟

– لا شك أن السفر إلى أيّ مكان يكسب الإنسان ثقافات مختلفة؛ لأنه يرى طريقة معينة في التعامل مع الناس، ويرى طريقة تعامل الموظفين، وهذا الشيء يلمسه في الجامعة؛ فهذا الأمر بلا شك ساعدني على بناء شخصيتي، ومنحني الثقة، وعلّمني أن أسال، وأبحث، وأن أستطيع التعامل مع مختلف الطبقات.

* هل هناك صعوبات واجهتك في هذا المجال؟

– الصعوبات كانت تتمثّل في المادة التي كنت ألقيها، وكان سنّي الصغير، الذي تكشفه ملامحي، سبباً في أن يتعامل معي بعضهن بشيء من الاستهانة، كما كان من الصعب أن أقنع الشركات الكبيرة، وأن أجعلها تثق بي وبما يمكن أن أقدمه، خصوصاً أن المادة كانت جديدة وغير معروفة. لقد واجهت مشكلة تسويق نفسي على أساس أنني مدربة، وتلمست وسائل كثيرة للإقناع، حتى وفّقني الله إلى إثبات ذاتي في هذا المجال.

* ما عوامل نجاح المرأة المدربة؟

– من أهم عوامل نجاح المرأة المدربة أن تكون قادرة على أن تكون لها طريقة فعالة في إيصال المعلومة، ويجب أن تكون ملمّة بثقافة وطنها وثقافة الناس حولها، وفي الوقت نفسه تبحث عن شيء جديد يحتاج إليه المجتمع، وتبدأ تبحث وتتدرب فيه. كما أن على المرأة المدربة أن توازن بين بيتها وعملها، وأن تعرف جيداً الشريحة التي تريد أن تدربها، وطريقة تفكيرها، والأشياء التي يواجهونها في المجتمع؛ أي: يكون لديها ثقافة وإلمام، وأن تعرف جيداً الفارق بين التدريب والتدريس أو المحاضرة؛ فهذا أمر مهم جداً؛ لأن عدداً كبيراً جداً من المدربات يرين أن التدريب هو تدريس، وهذا خطأ كبير. ولكي تنجح المدربة عليها أن تضيف شيئاً جديداً، وأن تترك بصمة تتذكرها بها المتدربات.

* ما مفاتيح الاحترافية في الأداء الوظيفي؟

– من أهم المفاتيح معرفة ماذا تعني الشخصية المهنية أو شخصية العمل؛ إذ يجب التفريق بين شخصية الإنسان في بيته وشخصيته في بيئة العمل، بل إن الشخصية خارج العمل لها مفاتيح، أهمها معرفة أسلوب التواصل مع الناس. وفي بيئة العمل لا بد من انتقاء المفردات المناسبة حسب نوع العميل: هل هو طفل أم امرأة؟ هل هو مريض؟ هل هو عميل بنك؟. ومن الأشياء المهمة المظهر ولغة الجسد، بل يجب الاحترافية حتى في طريقة استخدام الهاتف. الاحترافية تعني معرفة كيفية التعامل مع الزملاء والمديرين في بيئة العمل، ومعرفة الأسلوب الذي يعطي عني انطباعاً جيداً، سواء للمدير أم الزملاء في بيئة العمل أو العملاء، هذه كلها مفاتيح يجب الاهتمام بها، وأهم مفتاح أن أعرف متطلبات بيئة العمل؛ فهذا الأمر يجعل الشخص يصل إلى الاحترافية في مجاله الوظيفي.

* هل هناك فارق بين الموظف والموظفة في امتلاك هذه المفاتيح؟

– يجب على الموظف والموظفة معرفة الحدود في العمل بينه وبين مديره أو زميله، ومعرفة المسموح به وغير المسموح؛ فإذا أخطأ أي موظف أو موظفة في هذا الشيء تصبح هناك حساسية في بيئة العمل، ويقع الإحراج. ولا شك أن الأخطاء التي يرتكبها الموظف أو الموظفة تؤثر فيه أو فيها مستقبلاً.

*

هل يمكن تعلّم كيفية تشكيل الشخصية المهنية المطلوبة؟

– نعم، أي شخص ممكن أن يتعلم ذلك؛ لأنها تعطيك الكيفية، وليس المعلومة فقط. طبعاً أنا درّبت في مجالات كثيرة، لكن لي في هذا المجال تحديداً كتاب يتحدث عن كيفية الوصول إلى الشخصية الاحترافية في بيئة العمل. اسم الكتاب هو (لياقة الأداء الوظيفي)، وهو موجود في المكتبات، وهو كتيّب صغير، لكنه يعطي فكرة جيدة عن الخطوات التي على الموظف أن يتبعها عندما يتوظف، ويصبح في بيئة عمل. وهو يوضح كيف يحضر نفسه للعمل، كما يتناول العمل الطوعي الذي يصقل الشخصية، ويركز في الطريقة التي عليه أن يتعامل بها مع المديرين والزملاء، وضرورة التفريق بين بيئتي الدراسة والعمل. كما أن بيئات العمل نفسها تختلف؛ فبيئة العمل في المستشفيات تختلف عن بيئة العمل في البنوك. وهكذا الشخص عندما يتخرج يجد صعوبات كثيرة؛ فهو يُصدم بعالم الوظيفة، وعليه أن يجتهد حتى يصل إلى سلام داخلي نفسي وراحة، ويقضي على التوتر والضغط.

* هل لدور لياقة الأداء الوظيفي أثر إيجابي في كل المتدربين؟

– مادة هذا الكتاب استقيتها من مشكلات الموظفات، والحلول التي توصلت إليها، وبالتأكيد أيّ مشكلة تجد لها حلاً سيكون لذلك أثر اجتماعي ملموس. والشباب اليوم أصبحوا يعرفون أن الواسطة ليست هي الطريق إلى الوظيفة، ولا الشهادة، وإنما لا بد من اكتساب المهارات التي تلائم الوظيفة. والكتاب موجود في كثير من المكتبات في جدة وغيرها من مدن المملكة وخارجها، ويمكن الحصول عليه عن طريق موقعي أو تويتر أو الفيسبوك، وموقعي هو: nisreenalshami.com.

* ما الذي يجعل شخصاً لا يستفيد من هذه الدورات؟

– موضوع الاستفادة أو عدم الاستفادة خيار شخصي؛ فمن يفكّر بطريقة إيجابية سيستفيد حتماً، ومن يفكر بطريقة سلبية فلن يستفيد؛ لأنك مهما أعطيته من معلومات ودربته فهو لن يتغير ما لم تتغير طريقة تفكيره. والإنسان الحريص على أن يتقدم عليه أن يعرف كيف يقدم نفسه إلى الآخرين، وأن يعرف متطلبات العمل؛ حتى يحقّق النجاح فيه، بل إن الإنسان عندما ينجح في عمل ما يترك انطباعاً جيداً حتى عند أولئك الذين في خارج نطاق عمله.

* يجد الشباب، خصوصاً الفتيات، صعوبة في اجتياز المقابلة الشخصية للوظيفة،

فهل هناك ما يجب تعلّمه ومعرفته لتجاوز هذه المشكلة؟

– أنا دائماً أقول: إذا كانت هناك مقابلة شخصية، أو أيّ شيء آخر أنت مقبل عليه، فيجب أن يكون عندك خلفية عن الموضوع. طبعاً نحن في عصر التكنولوجيا، وجوجل وفّر كل شيء؛ إذ يمكن للإنسان أن يبحث عن أهم الأسئلة التي يمكن أن تُسأل في المقابلة الشخصية، وأن يعدّ نفسه جيداً لها. ليس هناك شيء اسمه: اذهب لترى، بل يجب أن تكون هناك خلفية عن المكان الذي سأذهب إليه، إذا كان بنكاً أم شركة أم مستشفى، ما دوامه؟ ما طريقتهم في التعامل؟ ما قوانينهم في العمل؟ ما الذي عليّ أن ألبسه؟ كيف تكون طريقة التحدث؟ ما الجلسة الصحيحة؟ ما الكلمات التي يجب أن أستعملها، وما تلك التي يجب ألا أستعملها؟ متى أسأل؟ متى لا أسأل؟ هل أجيب على قدر السؤال أم أبحر في الحديث؟ هل أتحدث عن نفسي أم عن إنجازاتي؟. الأهم طبعاً أن تتحدث عن إنجازاتك، وليس عن نفسك، والجلسة يجب أن تكون مستقيمة، وظهرك مستقيماً، ولا بد من الثقة بالنفس، والإجابة على قدر السؤال. موضوع المقابلة الشخصية يحتاج إلى إعداد جيد، وتهيئة نفسية، وثقة بالذات.

* يتطلع الشباب إلى التميز، لكن كثيرين لا يعرفون الطريق إلى بلوغه، فما ملامح هذا

الطريق؟

– موضوع التميّز يعجبني جداً، وقد قلت كثيراً: التميّز أن ترى شيئاً لم يسبقك إليه أحد لتعمله. ففي بيئة العمل يمكن أن تكتشف الشيء الذي يتكاسل عنه الآخرون لتعمله، وهذا الأمر يتطلب أن تفهم بيئة العمل جيداً؛ لتبرز في النقاط التي يمكن أن تعمل عليها، والحلول التي يمكن أن تجدها لبعض مشكلات بيئة العمل؛ مثل هذه المبادرات تميّز موظفاً من آخر. ومن المهم للتميز اكتساب المهارات الجديدة، ومحاولة معرفة الجديد. والتميز يكون في أي مجال؛ فقد يعمل الإنسان في غير تخصصه ويكتشف أشياء جديدة تميّزه.

* ما نصيحتك لرواد الأعمال من الشباب والشابات؟

– أول نصيحة لرواد العمال: القراءة، ثم القراءة، يجب أن يبحث الإنسان بنفسه عن المعلومة؛ فلا يعتمد على كلام من حوله. أنصحهم كذلك بالعمل الطوعي، وأقول: يجب أن يبدأ الشخص بالعمل من دون مقابل في بداية حياته؛ لأن هذا يتيح له مقابلة أناس كثيرين من طبقات مختلفة، وسيستفيد منهم في ترقية فن التعامل لديه، والعمل الطوعي يتيح للإنسان العمل في مجالات جديدة لم تكن تخطر على باله، وهو في الوقت نفسه يقدم عملاً مفيداً يحتاج إليه مجتمعه. وعلى من يتطلع إلى الريادة أن يتواضع، وأن يعمل على تسويق نفسه، وأن يحرص على أن يكون دائماً في الساحة، وقد يقدّم بعض التنازلات في المقابل المادي حتى يثبت قدراته، ويعرفه الناس.

bottom of page